الثلاثاء، 18 ديسمبر 2007

الجمعة، 16 نوفمبر 2007

الوداع




في لحظة لا بد لأي إنسان أن يكمل مسيرة حياته و درب أيامه و في هذه الأيام لا أجد في وقتي متسعا للتدوين و لا بد لي من التوقف لفترة قد تقصر أو تطول و قد تنتهي بإغلاق المدونة .. لا اعلم و لكن على حسب التساهيل ، وداعا ...

الجمعة، 9 نوفمبر 2007

جمعيات خيرية .. علاج مقترح



الجمعيات الخيرية ، معلم من معالم كويت الخير و العطاء و نتيجة سريالية لما جبل عليه هذا الشعب من محبة الخير لعبت تلك الجمعيات الخيرية دورا بارزا في تحسين صورة الكويت لدى العديد من شعوب العالم بغض النظر عن الشعبي منها و الحكومي و كان لها الدور البارز بان الاحتلال العراقي في نصرة القضية العادلة و تحسين صورة الكويت في العديد من المحافل الدولية و لكن لنا كلمة ...


تتحكم الجمعيات الخيرية في الكويت برصيد هائل من السيولة المالية و أرصدة حسابات كبيرة تثير جشع و طمع كل طامع ، في الأمس القريب قام محاسب من جنسية عربية باختلاس أرقام فلكية من حساب إحدى الجمعيات الخيرية و قبلها قام ابن دكتور شريعة عربي للأسف يعمل في كلية الشريعة باختلاس من إحدى الجمعيات الخيرية الكويتية و كان الاختلاس بأرقام فلكية و هاهي المؤسسات الحكومية الخيرية تدخل على الخط و يتم اختلاس مبلغ مالي مهول من الأمانة العامة للأوقاف عبر صفقة بيع أسهم و سندات مالية و صفقة واقف مخادع أوقف مالا و استفاد منه و لم يمنح الفقراء شيئا إضافة إلى اختطافه عبر هذه الصفقة السحت أرضا ملك للدولة .



كل هذه التجاوزات تفتح باب التساؤل عن الرقابة على الجمعيات الخيرية التي تقوم بها وزارة الشؤون مشكورة ، أين الوزارة من كل هذه التجاوزات و هل الرقابة المحاسبية تتم فقط لحماية الأمريكان من الإرهاب و ما فائدتها إن لم تتأكد من وصول المال إلى مستحقيه بما يريح أنفس و ضمائر المتبرعين و أين ديوان المحاسبة من التجاوزات التي تحصل في المؤسسات الخيرية الحكومية و ما هو موقفه منها و لماذا الصمت الحكومي عن هذه التجاوزات و إهمالها و تسييبها و لماذا لا نرى تحرك شعبي إزاء هذا الهدر في أموال المتبرعين الأفاضل و لماذا لا يتدخل مجلس الأمة لتشريع بعض القوانين لضبط العمل الخيري في الكويت .



من وجهة نظري يجب على ديوان المحاسبة التدخل في بناء بيت العنكبوت المسمى وزارة الشؤون و العمل و أن تكون الرقابة على هذه المؤسسات أيضا من قبل ديوان المحاسبة على الرغم من ضعفه في هذا المجال و هناته التي لا تغتفر بحيث تحمي وزارة الشؤون الأمريكان من أموال أهل الخير و يحمي ديوان المحاسبة أموال أهل الخير من اللصوص و المختلسين و النصابين و الأفاقين على اختلاف أشكالهم و هيئاتهم و مؤهلاتهم و جنسياتهم ما دامت وزارة الشؤون متقاعسة عن هذا الأمر .



باختصار نريد تحرك من مجلس الأمة في هذا الشأن .

الجمعة، 2 نوفمبر 2007

حول تصريح رامسفيلد



أطلق السيد رامسفيلد أمس الخميس التصريح التالي في مذكراته التي تنشرها صحيفة واشنطن بوست مما أثار زوبعة من الجدل في العالمين العربي و الإسلامي إذ قال

إن الثروة النفطية جعلت المسلمين خمولين ، إن الثروة النفطية أبعدت أحيانا المسلمين عن حقيقة العمل والجهد والاستثمار الذي يؤدي إلى الثروة . إن المسلمين في الكثير من الأحيان يستنكفون من العمل اليدوي ، ولذلك فهم يستعينون بالكوريين والباكستانيين بينما يبقى شبابهم دون عمل. وهذه البطالة تسهل توجه الشباب نحو التطرف


و كعادتنا اشتعلت التصريحات و التصريحات المضادة من قبل آلتنا الإعلامية العربية ، و لكن لنا كلمة ..

لقد صدق رامسفيلد و هو كذوب ، لقد ألهتنا الثروة النفطية لمن استسلم لها عن قيم التطور و خلق الفرص و الاستثمار و الانجاز و علينا أن نقوم بتصحيح هذا الواقع المرير الذي نمر فيه لقد أصبح أكثر مواطنينا موظفي دولة تقتصر إنتاجيتهم بما يطلب منهم و يستسلمون لما يأخذونه من رواتب دون تنميتها و استثمارها و العمل على تطويرها و خلق فرص للقضاء على البطالة المؤدية إلى التطرف من خلالها و هذا هو عين الخطأ .


بانتظار تصريحاتكم ..

الأربعاء، 31 أكتوبر 2007

المستشار



بدعة جديدة انتشرت في المؤسسات و الوزارات الحكومية و هي السيد مستشار ، و الذي يعتبر حسب ديوان الخدمة موظف حكومي و لكنه يتميز عن غيره من الموظفين بسقف معاشه العالي ، على الرغم من كونه غير كويتي و يقبض معاش 1000 د.ك فقط لا غير شهريا على اقل تقدير بوظيفة بسيطة و من حقه ان لا يلتزم بالحضور إلى العمل و يأتي متى طلبت الاستشارة .



شيء جيد و لكن ولد بطنها ما هو نصيبه من هذه الكعكة ؟


نسبة المستشارين الكويتيين في المؤسسات الحكومية ضئيلة جدا و يندر أن يرى المستشار الكويتي في الحكومة و اغلب الكويتيين موظفين على سلم الدرجات يعني حد معاشه إذا كح 450 د.ك فقط لا غير و الكويتي ملزم بالدوام و يغرم اذا لم يلتزم بالحضور و قوانين التواجد بالعمل .



على الرغم من كل هذا ترفض الحكومة زيادة معاش الموظف الكويتي على الرغم من أن المستشارين لا يفرقون عن الموظف الكويتي حتى بالمؤهل العلمي فالكويتي إن نال الماجستير أقصى ما يحصل عليه زيادة 10 د.ك فقط لا غير حتى تبديل تواير سيارة ما تكفي ، أما الموظف الحكومي المصري في الكويت مثلا فيمن عليه الديوان بلقب المستشارية و يتم تنصيبه كمستشار في إحدى الدوائر الحكومية و تصرف له سيارة و معاش لنك 1000 د.ك فقط لا غير .



لا نعلم ما سبب هذا التخبط الحكومي و الإذلال الواقع على الموظف الكويتي ، أن كانت المؤسسات الحكومية تريد رفع إنتاجية الموظف الكويتي و رفع كفاءته فعليها أن تقوم بتدليله و الصرف عليه و ليس تدليل السادة مستشار ، نحن لا نطالب بخفض رواتب المستشار الغير الكويتي و لكن نطالب على اقل تقدير بزيادة المعاشات لنتساوى مع نصف معاش السيد على الأقل و ليس إطلاق لقب الموظف الكويتي تنبل و الموظف الكويتي كسول و الكلام التافه الذي لا معنى له .



و ما لم يحصل المواطن الكويتي على هذه المطالب فيجب على الحكومة عدم مطالبته بأكثر مما تجود به نفسه . الكويتي يقدم للوطن و لكن على الوطن أن يقدر الظروف .

الجمعة، 19 أكتوبر 2007

دراسة عسكرية


لكل امة قائد عسكري تعتز و تفتخر به و ببطولاته و انتصاراته و تؤرخ لها و تحللها عسكريا و
تؤلف الأفلام الوثائقية عنها و تدقق في الاستراتيجيات العسكرية و اللوجستية التي
اتبعها ذلك القائد العسكري من اجل تحقيق النصر على أعداء الأمة .


و تنفرد الأمة الإسلامية بالكثير من القادة العسكريين الذين أحدثوا نقلة نوعية في
استراتيجيات الامة القتالية كرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم و القادة
العسكريون من الصحابة كخالد بن الوليد و أبو عبيدة بن الجراح و عمرو بن العاص و سعد
بن أبي وقاص و علي بن أبي طالب إلى آخر هذه الثلة المباركة من الصحابة الكرام .


و لكن و مما يحز في النفس هو ندرة الكتابات العربية في مجال التحليل العسكري الدقيق
لاستراتيجيات الرسول صلى الله عليه و سلم القتالية و كذلك الصحابة عدى ما كتبه
محمود شيث خطاب و مصطفى العقاد في عبقرياته عن بعض الصحابة و هذه الكتب قد عف عليها
الزمن و ذابت في المكتبة العربية مع فائق الاحترام و التقدير لكتابها نظرا لتطور فن
الكتابة في هذا المجال و بروز التدقيق في هذا المستوى من الدراسات و الذي لم يتبعه
كتابنا للأسف و اختاروا الاختصار أو الإطالة بالشرح الممل دون المقارنة مع تطبيقات
هذه الاستراتيجيات التي تستخدمها الجيوش المعاصرة .


نظرا لتفرغنا للراح و الليالي الملاح في بلادنا فقد تبرع الغربيون نيابة عنا في دراسة
استراتيجيات المسلمين الأوائل القتالية و أبدعوا في الكتابة عنها لفائدتهم الشخصية
و التي تتبين من أول قراءة لها لذلك آليت على نفسي أن انقل لكم مستخلص لدراسة نشرت
في مجلة عسكرية أمريكية كتبها احد القائمين على موقع إيلاف و هو موقع أول صحيفة
الكترونية عربية انقلها لكم مع جزيل الشكر لموقع إيلاف .


ملاحظة : نظرا لطول المقال و صعوبة النقل و ضرورة الامانة العلمية في النقل فنحن نفضل وضع صورة و رابط للمقال و نرجو الضغط عليه لقراءته بالكامل شاكرين لكم تعاونكم .


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/8/256590.htm



قال ابن زيدون : بغض النظر عن بعض الكلام الذي نعتقد بخطئه في هذه المقالة أو بعض الآراء
التي بناها الكاتب من خلفيته المسيحية أو الغير إسلامية و التي نختلف معه بها و
استنتاجاته التي بناها على الرؤية المعاصرة لحقوق المدنيين و الطريقة التي قام
ببناء المقال بها و التي توحي بأنها رسالة كي تزداد جيوشهم حيطة وحذرا و هي تحتل
بلادنا و لكن مع كل هذا ، نبقى نحن بني عرب نحيي فيه هذه التجربة الصاعقة و القوية
و التي افتقرنا إليها في كتابنا العرب و الذين تفرغوا بالتحليل العسكري عن حملة
نابليون على مصر و الاحتلال البريطاني للعراق الذي لولا سقوط الدولة العثمانية لفشل
و معركة مسيلون و التي زرعت فينا عقدة الهزيمة و الخوف و التي لو اعددنا لها كما
يجب لكسرنا انف المستعمر الفرنسي أو حروب العار الأهلية التي تشتعل في عالمنا
العربي بين فينة و أخرى أو هزائمنا المتتالية أمام العصيق الإسرائيلي الذي بسبب
الحرب الصلعة التي تخوضها إيران ضدنا لم نعد نميزه لا كعدو و لا كصديق .



نحتاج نحن كعرب و مسلمين لدراسة دقيقة لهذه الاستراتيجيات التي نفتقر إليها من وجهة نظر
عسكرية بحتة و غير مدنية فتراث الرسول صلى الله عليه و سلم حافل بتلك الأمثلة و
التي تحتاج إلى أن تخرج بصورة مطورة و معاصرة من بطون كتب التراث كي يستطيع القارئ
المعاصر قراءتها .



فكتابات الغربيين كما نرى إما تنضح بالتحيز و التخويف من الإسلام كي ينفر القارئ الغربي منه
أو بالتحذير من الوقوع في براثن المسلمين و تصوير النبي صلى الله عليه و سلم كمتمرد
و ثوري و هو ابعد ما يكون عن ذلك .

الخميس، 4 أكتوبر 2007

الأربعاء، 12 سبتمبر 2007

أين تصلي هذا المساء .. ؟




يوم طويل من الحرمان من كل ما لذ وطاب مما أحله الله علينا ، وتأتي ساعة الصفر ليحل علينا الظلام ويحل علينا كل ما تشتهيه الأعين وتلذ الأنفس . ولكن وكوب الفيمتو لايزال في أيدينا يأتي الينا نداء صلاة العشاء لنتذكر اللذة الأكبر فى هذه الأيام المباركة ، الا وهي صلاة التراويح .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربةً لكم إلى ربكم, ومكفرةً للسيئات, ومنهاةً عن الإثم ) أخرجه الحاكم . ولكن تقابلنا الحيرة أين نصلي هذا المساء..؟




إذا كان لديك إجابة علي هذا السؤال تساعد بها إخوانك فنرجوا منك أن تخبرنا أين تصلي التراويح.. ، وأين المسجد.. ، ومن المقرئ .. ؟

معايدة



الأربعاء، 5 سبتمبر 2007

إسلاميونا و إسلاميوهم

نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية عدد 10506 بتاريخ 3 / 9 / 2007
التعليق بعد الإستماع لآرائكم .. ؟
**ملاحظة**
أرجو الضغط على الصورة لقراءة المقال بشكل أوضح

السبت، 1 سبتمبر 2007

سخرية غير مبررة


ما ارغب بالوصول اليه من نقل هذا المقال هو لماذا يصوّر الاسلام و طقوس الموت و الحياة فيه بهذه البشاعة في افلام الغرب ثم لماذا ياتي كاتب و يصدق فيلما سينمائيا و يسخر من الرموز الاسلامية التي صورت اما باحتقار او بتشنيع غير مبرر او طريقة غير صحيحة ثم يقوم الكاتب و يحمد الله على ذهاب هذه الحقبة من حياة المسلمين محاولا اسقاطها على طالبان و التي لا تمثل الاسلام بالكامل حق التمثيل و لكن يمكننا ان نعتبر ان أي سخرية منها تنم عن سهم يطلق باتجاه المثل القائل انتِ اعني و اسمعي يا جارة .

السبت، 18 أغسطس 2007

رؤية أمل دنقل

من بدائع الأدب العربي المقاوم ما سطرته انامل الشاعر أمل دنقل أثناء توقيع اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية و التي اسماها " مقتل كليب و الوصايا العشر " و التي اشتقها من التراجيديا العربية الشهيرة الموسومة بـ ( حرب البسوس ) و على الرغم من اختلافي مع وجهة نظر الشاعر الضيقة لتعريف العمل النضالي و استبدال مبدأ المقاومة و النضال الذي ينتهي باسترداد الأرض بالثأر الذي لا ينتهي إلا انها أثرت في نفسي كثيرا و أثارت بي روح ذلك العربي الصعلوك الثائر مما حدا بي إلى عرضها على زوارنا الكرام يقول أمل دنقل :ـ




فنظر "كليب" حواليه وتحسَّر، وذرف دمعة وتعبَّر، ورأى عبدًا واقفًا فقال له: أريد منك يا عبد الخير، قبل أن تسلبني، أن تسحبني إلى هذه البلاطة القريبة من هذا الغدير؛ لأكتب وصيتي إلى أخي الأمير سالم الزير، فأوصيه بأولادي وفلذة كبدي
فسحبه العبد إلى قرب البلاطة، والرمح غارس في ظهره، والدم يقطر من جنبه.. فغمس "كليب" إصبعه في الدم، وخطَّ على البلاطة وأنشأ يقول ..


(1)
لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟
إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !



(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم.
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!



(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر ..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن .. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !
من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..
وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة ..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،
وهي تجلس فوق الرماد ؟!



(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك : سيفٌ
وسيفك : زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت - الترف



(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
" .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام
- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !



(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة !



(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .
لم أكن غازيًا ،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ !
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !
وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ : ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ



(8)
لا تصالحُ ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًّا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة

لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !



(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !



(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ



أمل دنقل
نوفمبر "تشرين الثاني" 1976

السبت، 4 أغسطس 2007

مسابقة أمير الشعراء شجون و شجون


منذ عدة أسابيع ابتدأت المراحل النهائية لمسابقة أمير الشعراء و هي مسابقة جيدة الأهداف و المضمون و تنطوي على أهمية شديدة في عصرنا الحاضر ، حيث كاد أن يندثر الشعر العربي الفصيح المقفى القديم لحساب الشعر النبطي و الحداثة الغير مقفى

أمير الشعراء في لمحة تاريخية لقب استحدث لتكريم شاعر من مجموعة من الشعراء اجتمعوا و اجمعوا على اختيار احمد شوقي ليكون أميرا للشعراء كمكافئة لتجديده في الشعر العربي و الدور البارز الذي لعبه في نشر القصيدة العربية ثم بعد وفاة شوقي اختير الشاعر اللبناني بشارة الخوري الملقب بالأخطل الصغير أميرا للشعراء ثم انقطع لواء إمارة الشعر عن أي شاعر

في هذه المسابقة يلتقي الكثير من الشعراء الشباب من مختلف أقطار وطننا العربي على الرغم من إبداعية المتسابقين و التي أبهرتني و ذكرتني بشعرائنا الأوائل كالبارودي و احمد شوقي و حافظ إبراهيم و إسماعيل صبري و عباس العقاد و المتنبي و الفرزدق و أبو تمام إلا أنها أثارت بي الكثير من علامات الاستفهام على هذه المسابقة و نوعية المشاركين فيها و شروطها و اللجنة التحكيمية بها و التي نكن لها كل تقدير

النقطة الأولى تتمحور حول السن حيث يشترط في هذه المسابقة أن يشارك فقط من كان عمره اصغر من 45 سنة و كلنا يعلم أن الشاعر لا يعلوا شانه و يبلغ شأوه إلا بعد أن تعركه الحياة و احمد شوقي بنفسه لم ينل هذا اللقب إلا بعد الخمسين و قبل خمس سنوات من وفاته لكن ما تعذر له اللجنة و يحسب لها هو ضرورة زرع اللغة العربية في قلوب الشباب و تشجيعهم على الغور في بحورها و الذين هم أهم من يجب أن ينقل اللغة و هذا ما وجه اللجنة لهذه الناحية و أنا أؤيد هذا الاتجاه

في هذه المسابقة كانت بعض اختيارات لجنة التحكيم غير موفقة و تفتقر إلى الاحترافية في الاختيار و كثيرا ما تتأثر بتصفيق الجمهور للشاعر على الرغم من خلو قصيدته من الناحية الإبداعية و لذلك نماذج نعتذر عن ذكرها حتى لا نجرح أحدا من الفائزين

و كذلك تصويت الجمهور و التصويت عبر الهاتف لا يعد مقياسا بكون فلان متأهل أو غير متأهل بل إن الكثير من سقطوا بسبب تصويت الجمهور قد أعطتهم لجنة التحكيم درجات متميزة و هذا ما يثير الاستغراب ثم إن رأي الجمهور متأثر بالعصبيات المناطقية و القبلية و السياسية الخ ، فهل رأي رجل الشارع أفضل من رأي لجنة التحكيم .. ؟

مما يثير الاستغراب في هذه المسابقة هو جنسيات المشاركين حيث يعد الإماراتيون أكثر المتأهلين لهذه المسابقة و لا نعلم هل ذلك عن كفاءة أم لكونهم أهل الضيافة و من النقاط الهامة أيضا موضوعات القصائد حيث كسرت القصائد في مدح الشيخ زايد رحمه الله و الذي نكن له كل تقدير كل الأرقام القياسية و كلها أسقطها الجمهور أو لجنة التحكيم و لا اعلم هل هذا ناتج من العقلية العربية في عصرنا الحاضر القائمة على ثقافة مسح الجوخ و الواسطة و إسقاط الكثير من هذه القصائد و التي كانت أصلا مختلة في بنائها و ميزانها يحسب للجنة التحكيم

لجنة التحكيم لوحظ عليها تغليب العاطفة كثيرا حينما تتكلم القصيدة عن موضوعي العراق و فلسطين حيث ينسى المحكمون أنفسهم و يعلون من شان القصيدة أو الشاعر على الرغم من أن القصيدة في بعض الأحيان لا ترقى لان تكون متأهلة فضلا عن سلامتها البلاغية في بعض الأحيان و كثيرا ما تأهل بعض المشاركين حينما نظموا القصيدة في هذا الموضوع و صفق لهم الجمهور الإماراتي بحرارة منقطعة النظير على الرغم من أن القصيدة في بعض الأحيان تكون مرة بلاغيا و حامضة وزنا و مبناً

لوحظ اقتصار المشاركة من الدول الخليجية على الإمارات و السعودية و عمان و افتقرت المسابقة إلى شعراء الخليج العربي من الكويت و قطر و البحرين على الرغم من رقي التجربة الشعرية في هذه الدول خصوصا في البحرين التي أنجبت الكثير من الشعراء و الأدباء و لا اضن أنها لا تنجب أدباء تنطبق عليهم مواصفات المسابقة و كذلك في وطني الكويت حيث يعد شعراؤنا الشباب أكثر رقيا في شعرهم و كلماتهم من الكثير من المتأهلين للمراحل النهائية لهذه المسابقة و لا اعلم السبب وراء استثناء الكويت و البحرين هل يعود لحزازيات شعبية حيث عرف أن الإماراتيين لديهم الكثير من الملاحظات على نفسية الشعب الكويتي

ليس من العدل أن تشارك كل الأقطار العربية و لا تشارك البحرين و الكويت و لا نعلم هل لجنة التحكيم أتت للكويت و البحرين و انتظرت شاعرا و لم يتقدم احد و هنا نلقي باللائمة على شعرائنا الشباب أم أن اللجنة لم تكلف نفسها عناء المجيء إلى الكويت أو البحرين أم أن الشعراء الكويتيون و البحرينيون تقدموا للمسابقة و لم يعجب شعرهم لجنة التحكيم ، حقا شيء يثير الاستغراب و التساؤل

أيضا مما عاب المسابقة غياب التنسيق بينها و بين مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في الكويت و يحق لنا أن نتساءل بعد كل هذه الأموال التي صرفت على هذه المكتبة و هذه المؤسسة أين التنسيق و لماذا لم تكن مؤسسة البابطين راعية لهذه المسابقة و لماذا لم تتعاون مع مجلس ثقافة أبو ظبي على الأقل يذكر اسم الكويت بين الرعاة بعد أن تم إقصاؤه من بين المشاركين و يحق لنا التساؤل ما هو موقع مؤسسة البابطين للإبداع الشعري و مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي من هذه المسابقة و لماذا لم تصرف عليها الأموال بدل أن تصرف على المؤتمرات التي لا نستفيد منها حينما تعقد في أوربا و أمريكا

هذا غيض من فيض من التساؤلات التي طرأت على بالي و أنا أتابع هذه المسابقة الجميلة و التي اشكر مجلس ثقافة إمارة أبو ظبي على إقامتها و إحيائها على الرغم مما شابها من ما أراه بنظري هفوات قاتلة و في النهاية لا املك إلا أن اشكر لجنة التحكيم في المسابقة و القائمين عليها و المشاركين بها و الذين أمتعونا شعرا و خصوصا الشاعرة الجزائرية حنين عمر في معارضتها للمتنبي و الشاعر السوري ياسر الأطرش أمير الحب و الشاعر الهندي مشتاق حسين و الذي ابهرنا بإتقانه للغة العربية و كأنه من أهلها و إتقانه للشعر و كأنه المتنبي
** ملاحظة **
إخواني شعراء المدونات و خصوصا من الكويت أرجو المشاركة لأنني أهدف من هذا الموضوع التعرف عليكم و الاطلاع على مدوناتكم و شعركم و الاستماع إلى آرائكم في هذه المسابقة

الأربعاء، 25 يوليو 2007

رسالة مفتوحة لكل منصف

منذ عدة أشهر ظهرت مشكلة منع بعض كتب الشيخين عبد العزيز بن باز و محمد بن عثيمين من التداول التجاري في معرض الكتاب الإسلامي في جمعية الإصلاح الاجتماعي و احدث هذا الأمر ضجة كبيرة على الرغم من أن اغلب قائمة الكتب الممنوعة لم تكن من تأليف الشيخين و ما هو من تأليفهما ليس سوى جمع غير شرعي لكلامهما ممنوع من التداول حتى في السعودية أصلا لمخالفته قانون حقوق الملكية الفكرية

و حدثت في هذا الشأن ضجة كبيرة في الكويت على الرغم من أن الكتب موجودة و متداولة خارج معرض الكتاب و أتيحت الفرصة من خلاله للتربح السياسي و النقد و النقاش الفتاك في الكثير من الأحيان و أقيمت المؤتمرات تتلوها المؤتمرات و كتبت المقالات تتلوها المقالات و قتلت المسالة بحثا و نقدا و إجابة و ردا

بعض الصحفيين الذين أيدوا منع هذه الكتب و وصل بهم الأمر إلى الاستهزاء بالشيخين الجليلين و سبهما و نبزهما بما ليس فيهما و اتهامهما بتهم باطلة عل و عسى أن يسهم هذا في الخفض من شعبيتهما و الرفع من شعبية الوزير الذي لا ناقة له و لا جمل في ما حصل ، و نسوا أو تناسوا موقف الشيخين إبان الغزو العراقي الغاشم لأرضنا الحبيبة و الدور الذي اضطلعا به في تحرير بلادنا من العدو الغاشم بل لم يأتهما بعد موتهما سوى جزاء سنمار

يصعب علينا استثناء الكثير من الصحفيين فالغالب قد شارك في الجريمة أو تستر عليها أو أسهم فيها إسهاما واضحا و كله لأجل موضوع لم يكن يستحق هذا التصعيد أصلا ، مما أجج المواقف و حرض محبي الشيخين على الولوج أكثر في طلب محاسبة الوزير أو إقالته و التخلص منه

هذا حقيقة ما حصل سياسيا فبدل أن تبرد المسالة تم تسخينها و وضعها على صفيح ساخن عبر تهجم بعض الصحفيين الساخر كأنها مؤامرة تحت الطاولة دبرت بليل لإقصاء وزير الأوقاف المتهم الأول الذي (( ما شافش حاجة )) من جانب من يظنهم القارئ لأول وهلة حلفاء له

عموما ليس هذا ما أود التحدث عنه و لكن ما شدني في الموضوع تلك المقالات التي انبرت في التشنيع على الشيخين عبر مقال نشر في فترة ستينيات القرن المنصرم عن تجمع مصري قومي و فحوى هذا المقال ادعاء بان الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله قد قال بسطحية الأرض و باستحالة وصول الإنسان إلى القمر و دوران الشمس حول الأرض و كل هذه القائمة الطويلة من الافتراءات التي ما انزل الله بها من سلطان

و نحن هنا إذ نلتزم النقاش العلمي الهادف نربو بأنفسنا من نقاش من اتهم الشيخ بعمى البصر و البصيرة و سخر منه لان هذا حسابه على الله سبحانه و تعالى إنما نريد مناقشة نص هذه المقالة الملفقة و الرد عليها و توضيح الموقف الحقيقي لسماحة الشيخ بروية و هدوء نفس و نقاش علمي هادئ

في خضم حرب اليمن التي اشتعلت بين القوميين الذين يدعمهم جمال عبد الناصر و الملكيين بقيادة الملك البدر بن يحيى و جيشه الذي يتلقى الدعم من المملكة العربية السعودية كانت هناك معركة تشتعل من تحت الرماد سلاحها القلم و المداد أوارها و الصحف ساحتها ، كانت هجمة قومية جمهورية شرسة على كل ما هو ملكي في ذلك الوقت حملة أسقطت عرش العراق و عرش اليمن و عرش ليبيا و هزت عروش السعودية و المغرب و الأردن هزات عنيفة بدعوى مقاومة التخلف و الرجعية المتمثلة بالأنظمة البدوية الرعوية الملكية في العالم العربي و استبدالها بنظم جمهورية تقدمية اشتراكية شيوعية و التي سرعان ما تحولت فيما بعد إلى جمهوملكيات

من آثار هذه الحملة قيام الصحف المصرية بالتشنيع و ترويج الأكاذيب و الإشاعات على رجالات الدول الملكية التي يحاول جمال عبد الناصر إسقاطها و للأسف تبعتها صحف كويتية منجرفة خلف هذا المد ، و من رجالات المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حيث استغلت الصحف عبر مؤتمر قومي تقدمي اشتراكي شوفيني شمولي مقال لسماحته عن بعض المسائل العلمية و بيان وجهة نظره منها

لقد كان الناقل لهذه المقال غير منصف فقد كان يفترض به قبل أن يشنع أن يتأكد من مدى صحة ما قيل فيها و مطابقته للواقع و الذي ثبت بعد مراجعة المقال المذكور أن الشيخ رحمه الله ناقش و رد على من قال بسطحية الأرض من الفلاسفة القدماء كأرسطو و أفلاطون بالدليل القاطع من الكتاب و السنة و كلام ابن القيم يقول الشيخ ابن باز في معرض رده على هذا المقال حينما ورد إليه الخبر : (( وقد وقع فيما نقلته في المقال من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض فكيف جاز لأحمد بهاء الدين، أو من نقل إليه هذا النبأ أن يقدم على هذا البهتان الصريح وينسبه إلى مقال قد نشر في العالم وقرأه الناس، سبحان الله ما أعظم جرأة هذا المفتري، ولكن ليس بغريب أن يصدر مثل هذا الافتراء عن أنصار الإلحاد والمذاهب الهدامة فقد قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) ا . هـ ))


أما مسالة دوران الشمس حول الأرض فهذا نقل خاطئ ، إنما الشيخ رحمه الله يقول بجريان الشمس و ليس دورانها حول الأرض مصداقا لقوله تعالى (( و الشمس تجري لمستقر لها )) و قد اثبت العلم الحديث أن الشمس و جميع نجوم المجرة تدور حول مركز المجرة فهل في هذا ما يخالف العقل و المنطق ، بل كان يفترض لذلك الكاتب أن يسبح الله تعالى لما أثبته العلم الحديث من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم


أما مسالة الهبوط على سطح القمر فقد كان موقف الشيخ منها موقف المصدق بها و الراد على من أنكرها و المكذب لما نقل عنه زورا بأنه أنكرها إذ يقول رحمه الله (( أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلا عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك، أو قال إن الأرض كروية، أو تدور، فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل، ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من أنكر هبوط الإنسان على سطح القمر، أو كفّر من صدق بذلك ا . هـ ))


انظر كيف يعتذر الشيخ رحمه الله لخصمه بعدم التثبت في النقل و قارن بين من شنعوا عليه بهذه الأكاذيب و كيف لم يتحققوا من ما كتبه و لم يراجعوا أنفسهم و لو مرة في الأمر ، و هذا ما ينبغي أن تكون عليه أخلاق أهل العلم و ليس التعصب للرأي و غمط الحق و عدم إيتاء الخصم حقه في إبداء وجهة نظره في الأمر


أيها القارئ الكريم لقد بينا موقف الشيخ رحمه الله الذي أيده القران الكريم و العلم الحديث بان الشمس تتحرك دورانا حول محور المجرة و موقفه الراد على من أنكر وصول الإنسان إلى سطح القمر و إثباته لكروية الأرض التي أنكرها الفلاسفة الذين يقدسهم بعضنا في الوقت الحالي كأرسطو و أفلاطون و لو عاشوا في عصرنا و قالوا بآرائهم الخاطئة لما أنكر عليهم احد بل لدرست نظرياتهم في المدارس و لأقيمت لهم المحاضرات الطويلة في الجامعات لأنهم من ذلك الغرب الذي كلما جاءنا منه و لو خالف المنطق فهو صحيح مسلم به و العياذ بالله ، اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور


لقد تبين لك أخي القارئ المنصف الأحداث السياسية التي كتب المقال في خضمها و الهدف من وراء التشويش على الناس بها و تشويه سمعة رجالات الدول الملكية من اجل تأجيج الشعوب ضدها و إسقاطها و كيف نجح هذا المخطط في العديد من دولنا العربية و كيف حمى الله خليجنا منه و الحمد لله و لكن دوما هناك من يتصيد في الماء العكر فينبش الأوراق القديمة من اجل نكأ الجراح المندملة لتحقيق مصلحة سياسية أو مالية ما ، هذا و أرجو أن أكون قد وفقت في عرض وجهة نظري لكم قرائي الكرام و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

الأحد، 1 يوليو 2007

رايك بصراحة


اكتب ايها الزائر الكريم رايك بصراحة و كل ما يجول في خاطرك عن هذه المؤسسة
الادارة ـ الطاقم الاداري ـ هيئة التدريس ـ الطلبة ـ المخرجات التعليمية ـ البعثات و نظام الابتعاث ـ المباني ـ كل ما تريد و دون تردد
انوي اعداد تقرير مفصل عن نظرة المجتمع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي و التدريب .. ارجو المشاركة
* تحديث مهم *
نظرا لضعف الإقبال تم التراجع عن التقرير و إلغاء الإستفتاء

الجمعة، 22 يونيو 2007

على ضفتي الخليج

بمناسبة الاعتداء السافر الذي تعرض له سلكنا الدب لو مآسي في طهران و التطنيشة الحكومية لما حصل باعادتهم الى طهران في ظل هذه الظروف و دون اعتذار ايراني حتى ، احببت ان اضع هذا المقال الذي كتبته منذ فترة عل و عسانا نحن اهالي الضفة الغربية للخليج نصحوا من نومنا


على ضفتي الخليج




على ضفتي الخليج يقبع نظامين و منطي حياة مختلفين لا نعلم أي هذين النظامين هو الناجح و الأنجع لإكمال مسيرة الحياة في هذا العالم المضطرب و في ظل أمواج الخليج العاتية و غير المستقرة و المضطربة


لا نعلم أي نمط للحياة سينتصر و سيتبع اسم الخليج باسم قوميته استحقاقاً ، النمط الديني الصارم المدعوم شعبيا و المبني منهجيا على مقومات دولة صحيحة بغض النظر عن أهداف هذه الدولة و اتجاهاتها ، ام النمط المنحل و الذي يستأجر المرتزقة للدفاع عنه . النمط الذي يبني العمارات و الأبراج الشاهقة أم النمط الذي يبني العقول و الصناعات الثقيلة و القوة العسكرية الضاربة


دبي و بو شهر مدينتين شبه متقابلتين على ضفاف الخليج كل مدينة تتغنى بجمالها و ما انعم الله به عليها من ثروات أصبح أبناء ضفتي الخليج يتفاخرون بها و يستفيدون من بيعها و تصديرها و جني الأرباح من ورائها


أصبحت كل مدينة من هاتين المدينتين تتغنى بانجازاتها الحضارية و دورها الفعال في مسيرة التقدم و الحضارة للدولة التي تنتمي لها و أيضا تميزت كل مدينة بنمط حيا مستقل و مسار سياسي و ديني و حتى عقائدي مستقل و أهداف مستقلة و طموحات و أطماع مستقلة


في أحدى رحلات احد الكتاب إلى أوربا حضر معرضا للمنتجات الصناعية في دول العالم حصل في ألمانيا و لا اذكر في أي عام ، كان جناح الدول العربية مليء بما منت به الطبيعة من خيرات إما نفط و زيوت و غازات أو فواكه و موالح و زتونات

أما الجناح الإيراني فقد أصر الإيرانيون على الرغم من غنى الطبيعة لديهم الذي يفوق الدول العربية فضلا عن الشرق أوسطية مجتمعة أصر الإيرانيون أن يشاركوا في هذا المعرض بصناعاتهم الثقيلة من الحديد و الصلب كسيارة بيكان و الكسارات و التريلات و صناعة قطع غيار السيارات و محركاتها صناعة إيرانية قحة لا يتدخل فيها الأجنبي ، هنا يظهر الفارق الحضاري


تتميز مدينة دبي بعماراتها الشاهقة و برج العرب و السوق الحرة فيها و ميناء جبل علي الذي يتميز بأنه مركز تجميع عالمي لجميع الشركات العالمية ، تتميز بالتسهيلات المالية و الضريبية التي يصعب على أي دولة أن تقبل بها على أراضيها و بسهولة السفر منها و إليها و سهولة منح تأشيرة الإقامة فيها لكل من هب و دب





و في الجانب المظلم تتميز دبي بأنها اكبر سوق سوداء في العالم ، حيث الغش التجاري حتى في صميم تجميع سيارات المرسيدس بنز الشهيرة ، تتميز بغسيل الأموال و الذي استفاد منه الكثير من المجرمين و حركات التمرد و عصابات المخدرات حتى سفاحوا سبتمبر استفادوا من سهولة التحويلات في بنوك دبي و حلبوها حلبا ، تتميز دبي بسوق الرقيق الأبيض الذي على افا مين يشيل و للأسف أصبحت دبي قبلة للكثير من الراغبين في المتعة الحرام


على الضفة المقابلة من الخليج تظهر مدينة بوشهر ذات التاريخ العريق في التجارة البحرية و لكنها في هذه الأيام اتجهت اتجاها آخر ، بوشهر أصبحت مشهورة أكثر بمفاعلها النووي و الغواصات النووية الإيرانية الراسية في مينائها ، بوشهر أصبحت أشهر بمصانع السيارات و بطاريات الصواريخ البعيدة المدى و القصيرة و الجو جو و الأرض ارض و الأرض جو و الجو ارض الخ






بو شهر اشتهرت بمينائها العسكري الكبير المليء بالطاقة البشرية و الأسلحة الخطرة و المتطورة و الموجهة باتجاه الغرب دوما ، اشتهر محيط بو شهر بالالتزام الديني و التدين المنتشر و الطاغي على الحياة الإيرانية و الفارسية عموما في هذه الأيام و لو كان صوريا و لا أظن



بو شهر قاعدة حضارية مستقلة لأي دولة متحضرة ترتجي نشر ثقافتها في العالم ، بالمال و النفط أم بقوة السلاح ، مدينة صاحبة رسالة تريد إيصالها للعالم

إيران دولة تدعم حلفاءها في المنطقة و ليست دولة تؤلب العالم على بعدها الاستراتيجي في المنطقة ، دولة تستفيد من حلفائها إلى أقصى حد و يستفيدون منها إلى أقصى حد و ليست دولة تضر بعدها الاستراتيجي إلى أقصى حد كما تفعل بعض الدول في الضفة الغربية للخليج

إيران تطمح للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط و السيطرة على طريق الحرير عبر نشر ثقافتها و مذهبها و ليست دولة تفرط بثقافتها و مذهبها و تصدر الإرهابيين إلى العالم لتشويه الصورة أكثر

إيران و دول الخليج العربية إلى أين .. ؟ .. الله اعلم

الخميس، 14 يونيو 2007

الأرملة المرضعة

لقد ابهرني شاعر في وصفه لحال الفقر و الالم التي تعيشها امراة مات معيلها ترضع صغيرتها ، صادفها في الطريق و كاد يبكيني



انه الشاعر العراقي العتيد معروف الرصافي ، الذي ظهر في احلك فترات تاريخ العراق الحديث ظلاما و التي قد لا تفوقها سوى هذه الفترة التي نعاصرها برز شاعر فذ لم ينجر باتجاه السياسة و التي كانت سوقها في رواج في ظل المحتل انما كان جل اهتمامه ان يشجع شعبه على مقاومة الفقر و الاحتلال و الظلم و يوجهه نحو تنوير العقول بحديث العلوم و التعليم
هذه الحالات التي لا تنشا الا في ظل الحروب و الاقتتال الاهلي و ها نحن نعيش من حرب اهلية في العراق الى فتنة اهلية في لبنان الى حرب اهلية بين الاخ و اخيه في غزة ، بعد هذه المقدمة لا املك الا ان اترككم مع القصيدة


الأرملة المرضعة

لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا ** تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ ** وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا ** وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا ** فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا ** وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا ** وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا ** فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا ** حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا ** كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً ** كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا حَمْلاً ** عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ ** في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا ** تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ ** هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا ** إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ ** كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ ** وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا ** تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً ** وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا ** وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا ** وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا ** بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً ** وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ ** مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ ** وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ ** أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا ** في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا ** مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي ** دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي ** بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً ** تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا ** كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ ** وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي ** مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ ** لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا ** وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ ** وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا

***

و في النهاية نرجو من الله ان يرحم هذه الامة و يطفيء هذه الحروب الضروس التي نعاصرها

السبت، 2 يونيو 2007

آلام عاشق



بعد وفاة الامير رينيه قبل سنتين و شهر بالضبط 7 / 4 / 2005 لمعت في الذاكرة الكثير من التساؤلات عن هذا الامير فقرات عنه و عن قصة زواجه الاسطوري و عن مدى حبه لزوجته الراحلة الفنانة الامريكية المعتزلة غريس كيلي التي أصبحت في ما بعد اميرة موناكو و تفرغت لوظائف الامارة و اخلصت لزوجها الامير و لعائلتها حتى اغتالتها يد المنون بحادث سيارة اليم عام 1982

ظل زوحها مخلصا لها و على ذكراها حتى وافته يد المنية عن عمر ناهز الـ 81 سنة قضى منها 25 سنة وحيدا صابرا في سجن جسده موعد لقاء محبوبته ، حتى انه كان يحرص في أي صورة له ان يقف امام صورة غريس كيلي في قصره حتى يحيي ذكراها

على ضوء هذه الحكاية و قصة الحب الاسطورية التي انتهت للتو احببت ان اسطر لكم هذه الابيات التي الفتها على لسان الراحل الامير رينيه و هو يرثي فراق محبوبته و يصبر نفسه بقرب لقائها عبر سفينة الايام التي سترسو قريبا في مرسى محبوبته مطفئة نار شوقه و شافية آلام الفراق و على روي قصيدة الحصري القيرواني ( يا ليل الصب ) و احمد شوقي ( مضناك جفاه ) التي ارجو ان تحوز على اعجابكم على ما فيها من علل و زحف و اختلال

آلام عاشق

جريح القلب معذبه ** بذنوب الهجر معاقبه

بدموع الحزن نوائحه ** بدماء السقم علائله

لحبيب القلب وسائله ** بكتاب الود علائقه

لحال الرد فرائصه ** بداء العشق تؤرقه

طال الصبر لذي هيف ** من طول فراق يسهده

اما لسهدي من سكن ** فقد المحبوب يهيجه

الم لفراق لمِّ بنا ** من راح الموت مشاربه

بينا نمرح في سعد ** من كاس الحب نعاقره

فاذا بالبؤس يلم بنا ** بفراق لم نرتح معه

يا طير الحب اليك سنا ** من شمع الود مشاعله

اوصل اليه مراسلةً ** من كلم القلب مسرهده

لحبي ميناء من سفن ** امواج العمر تعالجه

تتلاطم في جسدي الما ** لفراق البين تعذبه

حضر الموت فحيهلا ** لمعاد الوصل مراكبه

ترسو في مرسى ارقني ** شوقا للوصل اكابده
بو خلدون
مدريد
20 / 4 / 2005

الجمعة، 25 مايو 2007

افتتاحية

تمر الأيام و تكتب أحداثها بكشاكيل الذكريات غادية و رائحة صفحة تُفتح و صفحة تطوى و لا يبقى الا ما كتب في ذاكرة الانسان و دونته انامله ليزيده قوة و يعيله خبرة و شكيمة
بهذه الابيات للشاعر الأديب ابراهيم المازني افتتح مدونة ( كشكول الأيام ) و التي ارجو ان تحوز على رضاكم

معيني على الأيام
معيني على الأيام لاعت جوانحي **شكاتك حتى ما اكاد ابين
و ما أنا خير منك حالا و إنما ** أعالج ما ألقى عساه يهون
تنبع آثار الزمان نوازل ** يموت و يحيى إثرهن يقين
تغير آراء الفتى تكباته ** كأن الفتى في كفهن عجين
فيا قرب ما يعدو على الراي غيره ** و سرعان ما تبلى الظنون شجون